بلدي نيوز – إدلب، دمشق (خاص)
استبقت روسيا مؤتمر "سوتشي" المقرر غداً، بقصف وحشي استهدف محافظة إدلب وغوطة دمشق بشكل خاص، اليوم الأحد، وأدى إلى استشهاد أكثر من عشرين مدنياً معظمهم نساء وأطفال، إضافة لعشرات الجرحى، فيما يبدو تنفيذاً للوعيد الذي أطلقته روسيا إذا امتنعت المعارضة السورية عن حضور وشرعنة مؤتمر "سوتشي".
ففي إدلب؛ استشهد 14 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وجرح العشرات بينهم إصابات حرجة، بقصف جوي مكثف من الطائرات الحربية الروسية والتابعة لقوات النظام والطائرات المروحية على مناطق مختلفة من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وفي التفاصيل؛ أفاد مراسل بلدي نيوز في إدلب، أن الطيران الحربي والمروحي كثفا من حدة القصف الجوي على مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي بالصواريخ والبراميل المتفجرة إضافة إلى استهداف المدينة بصواريخ عنقودية بعيدة المدى، تسببت بمجزرة مروعة راح ضحيتها ثمانية شهداء بينهم أطفال ونساء كما خلت الغارات دماراً واسعا في جميع أرجاء المدينة.
وأضاف مراسلنا أن ستة مدنيين آخرين بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان وجنين، قضوا وأصيب أكثر من عشرة آخرين بقصف مماثل من الطائرات الحربي على الأحياء السكنية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، كما أصيب أكثر من عشرة مدنيين بينهم أطفال ونساء بقصف مماثل استهدف مدينة كفرنبل في نفس الريف.
إلى ذلك؛ استهدفت الطائرات الحربية الروسية والتابعة لنظام الأسد بشكل عنيف وممنهج بلدة أبو الظهور والقرى المجاورة "تل الطوكان، وتل السلطان، وفروان، وأم الخلاخيل، ومرديخ، ومدينة سراقب، وكفرنبل، ومدينة معرة النعمان، وتلمنس، والشيخ إدريس، وكفرعميم"، خلفت شهداء وعشرات الجرحى المدنيين إضافة إلى دمار واسع أصاب الممتلكات الخاصة والعامة.
وكان النصيب الأكبر من هذه الغارات الجوية الروسية والسورية المكثفة على بلدة أبو الظهور حيث سجل استهدافها بأكثر من 75 غارة جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، أما مدينة سراقب فنالها أكثر من 25 غارة جوية مختلفة بين صواريخ وبراميل وألغام بحرية متفجرة، كما قصفت بلدة تل مرديخ بأكثر من 12 غارة مماثلة.
وفي ريف دمشق، استشهد 6 مدنيين، وأصيب آخرون بجروح، بقصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام، صباح الأحد، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأفاد مراسل بلدي نيوز في دمشق وريفها (مالك الحرك)، أن قوات النظام قصفت بالمدفعية مدينة "دوما" شرقي دمشق، ما تسبب باستشهاد خمسة مدنيين، وإصابة آخرين بجروح، حيث عملت فرق الدفاع المدني على إسعاف الجرحى وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.
وأضاف مراسلنا، أن قصفاً صاروخيا ومدفعيا مكثفا لقوات النظام استهدف مدينة "أوتايا" في منطقة المرج شرقي الغوطة، بالتزامن مع اشتباكات يخوضها جيش الإسلام في صد هجوم لقوات النظام على بلدات "النشابية والزريقية وحزرما" في المنطقة.
وأردف مراسلنا، أن قصفا مدفعيا مماثلا استهدف مدينتي عربين وحرستا، أدى لاستشهاد مدني واحد في حرستا، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تخوضها الفصائل المشاركة في معركة "بأنهم ظلموا" على أطراف المدينتين من جهة "إدارة المركبات".
الجدير بالذكر أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، اقترح أول أمس الجمعة من قبل الروس بواسطة هيئة التفاوض التابعة للمعارضة خلال اجتماع "فيينا"، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، بيد أن قوات النظام لم تلتزم به منذ الدقائق الأولى من بدء سريانه كبقية الاتفاقات.
يأتي هذا التصعيد، قبل ساعات من انطلاق ما أسمته روسيا "مؤتمر الحوار السوري" في "سوتشي"، والذي دعت إليه 1600 شخصية يمثلون النظام و"معارضته" وهيئاته كـ"مجلس الشعب وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والنقابات والشبيحة والمهربين وحتى منظمة طلائع البعث"!.
وكانت روسيا هددت علناً المعارضة ممثلة بهيئة التفاوض، برد عسكري حال عدم موافقة الهيئة على حضور مؤتمر "سوتشي" لشرعنة نظام الأسد، والخروج بوثيقة تثبت أركان حكمه ليتم إقرارها لاحقا في "جنيف" برعاية أممية.
وقلت صفحة قاعدة "حميميم" الروسية في سوريا، "إعلان المعارضة السورية امتناعها عن حضور مؤتمر سوتشي سيكون له تبعات عديدة على الأرض. بالطبع لا يزال لدينا الكثير من العمل للقضاء على التنظيمات المتطرفة في سوريا وتأخر مسار العملية السياسية لن يكون من صالح المعارضة السورية بأي شكل من الأشكال".
وتأتي مجازر اليوم تنفيذاً لهذا الوعيد وترجمة لسلوك روسيا الحقيقي ونوعية "السلام" الذي تريده للشعب السوري الذي أصر على رفض صفقة "سوتشي" مهما كانت التبعات.
